التواضع
*يحكى أن ضيفًا نزل يومًا على الخليفة عمر بن عبد العزيز، وأثناء جلوسهما انطفأ المصباح، فقام الخليفة عمر بنفسه فأصلحه، فقال له الضيف: يا أمير المؤمنين، لِمَ لَمْ تأمرني بذلك، أو دعوت من يصلحه من الخدم، فقال الخليفة له: قمتُ وأنا عمر، ورجعتُ وأنا عمر ما نقص مني شيء، وخير الناس عند الله من كان متواضعًا.
*يحكى أن أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- كان يحلب الغنم لبعض فتيات المدينة، فلما تولى الخلافة قالت الفتيات: لقد أصبح الآن خليفة، ولن يحلب لنا، لكنه استمر على مساعدته لهن، ولم يتغير بسبب منصبه الجديد.
وكان أبو بكر-رضي الله عنه- يذهب إلى كوخ امرأة عجوز فقيرة، فيكنس لها كوخها، وينظفه، ويعد لها طعامها، ويقضي حاجتها.
وقد خرج -رضي الله عنه- يودع جيش المسلمين الذي سيحارب الرومبقيادة أسامة بن زيد -رضي الله عنه- وكان أسامة راكبًا، والخليفة أبو بكر يمشي، فقال له أسامة: يا خليفة رسول الله، لَتَرْكَبَنَّ أو لأنزلنَّ، فقال أبو بكر: والله لا أركبن ولا تنزلن، وما على أن أُغَبِّرَ قدمي ساعة في سبيل الله.
*وقد حمل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الدقيق على ظهره، وذهب به إلى بيت امرأة لا تجد طعامًا لأطفالها اليتامى، وأشعل النار،وظل ينفخ حتى نضج الطعام، ولم ينصرف حتى أكل الأطفال وشبعوا.
*ويحكى أن رجلا من بلاد الفرس جاء برسالة من كسرى ملك الفرس إلى الخليفة عمر، وحينما دخل المدينة سأل عن قصر الخليفة، فأخبروه بأنه ليس له قصر فتعجب الرجل من ذلك، وخرج معه أحد المسلمين ليرشده إلى مكانه. وبينما هما يبحثان عنه في ضواحي المدينة، وجدا رجلا نائمًا تحت شجرة، فقال المسلم لرسول كسرى: هذا هو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب. فازداد تعجب الرجل من خليفة المسلمين الذي خضعت له ملوك الفرس والروم، ثم قال الرجل: حكمتَ فعدلتَ فأمنتَ فنمتَ يا عمر.
*جلست قريش تتفاخر يومًا في حضور سلمان الفارسي، وكان أميرًا على المدائن، فأخذ كل رجل منهم يذكر ما عنده من أموال أو حسب أو نسب أو جاه، فقال لهم سلمان: أما أنا فأوَّلي نطفة قذرة، ثم أصير جيفة منتَنة، ثم آتي الميزان، فإن ثَقُل فأنا كريم، وإن خَفَّ فأنا لئيم.
*ما هو التواضع؟
التواضع هو عدم التعالي والتكبر على أحد من الناس، بل على المسلم أن يحترم الجميع مهما كانوا فقراء أو ضعفاء أو أقل منزلة منه. وقد أمرنا الله -تعالى- بالتواضع، فقال: {واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين} [الشعراء: 215]، أي تواضع للناس جميعًا. وقال تعالى: {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوًا في الأرض ولا فسادًا والعاقبة للمتقين} [القصص: 83].
وسئل الفضيل بن عياض عن التواضع، فقال: أن تخضع للحق وتنقاد إليه، ولو سمعته من صبي قبلتَه، ولو سمعتَه من أجهل الناس قبلته. وقد قال أبو بكر -رضي الله عنه-: لا يحْقِرَنَّ أحدٌ أحدًا من المسلمين، فإن صغير المسلمين عند الله كبير.
وكما قيل: تاج المرء التواضع.
كلام من در ..
ردحذفأشكرك غاليتي على هذا الموضوع الرائع
وعلى هذه الصفة التي تكاد أن تختفي من قاموس الأخلاق
فمازالت على ألسنة الكثير كلمة ( أنا ... و أنا )
تدوينة رائعة ..
اشكر لك مرورك يا تونكل
ردحذفولا تحرمينا من الطله
التواضع يرفع من قدر صاحبه في قلوب الناس
ردحذفالله يجير قلوبنا من الكبر والغرور
قصص قيمه
الله يجزيك الخير اختي
ماأروعها من قصص وما أعذبه من تواضع خرج من العظماء فإن كان ذلك حالهم فمن بعدهم لايحق له الكبر وكما قال تعالى:"إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا".. فمهما علا شأن الإنسان فذلك من الله ومن أعطاه قادر على أن يأخذ منه ما أعطاه..
ردحذفوأول معصية كانت الكبر وذلك عندما تكبر إبليس على أبونا آدم عليه السلام عندما رفض السجود له وقال لله سبحانه وتعالى :"أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين".
اللهم اجعلنا من أهل التواضع ولا تحرمنا من فضلك ياكريم..
حبيبتي فضاء تدوينه رائعة استمتعت بها..
دمتي حبيبة قلبي..
جميل أن نقتدي بهؤلاء الرجال العظماء قصصهم كثيره
ردحذفلا تنتهي ومن تواضع لله رفعه ومن في قلبه ذرة من كبر لا يدخل الجنة وكم هو جميل التواضع ويجب أن نتزين به ونجعله من سماتنا موضوع فيه قصص شيقة جدأ أشكرك عليها يالغاليه.
دمتي بكل حب يالحبيبه.