قواعد ومبادئ الحوار الفعال * الجزء الثاني * :

المبادئ العشر للإنصات :
يُعد حسن الاستماع والإنصات في الحوار أحد المقومات التي تميز المحاور الناجح , حيث لا يقتصر براعة الحديث على أسلوب الكلام وجودة محتواه , بل إن حسن الإصغاء يُعد فناً من فنون الحوار , وبراعة الاستماع تكون بالأذن وطرف العين , وحضور القلب , وإشراقة الوجه , وعدم الانشغال بتحضير الرد . وفيما يلي نعرض المبادئ العشر للإنصات التي ذكرها أحد الكتاب وهو محمد ديماس في كتابة " فنون الحوار والإقناع " لتصل إلى تحقيق أعلى درجات الإنصات وهي :

* جهز نفسك لعملية الإنصات , وركز انتباهك على كل ما يقوله محدثك , وأشعره بمتابعتك واهتمامك بما يقول , من خلال المحافظة على اتصال العينين , ومن خلال هزّ الرأس والابتسام , والانتباه الكامل دون الانشغال بكل ما يمكن أن يبدد انتباهك لكلامه مثل حركة الأقلام والمفاتيح والهاتف الجوال في اليدين .....
* لا تقاطع محدثك , وأعطه الفرصة الكافية لقول كل ما يود التعبير عنه , وحلّل مضامين ما تسمعه , يقول الكاتب الأمريكي دايل كارنيجي " إذا كنت تريد أن ينفض الناس من حولك ويسخروا منك حينما توليهم ظهرك فهاك الوصفة ... لا تعط أحداً فرصة للحديث ...تكلم بغير انقطاع ...وإذا خطرت لك فكرة بينما غيرك يتحدث فلا تنتظر حتى يتم حديثه فهو ليس ذكياً مثلك ...فلم تضيع وقتك في الاستماع إلى حديثه السخيف؟ اقتحم عليه الحديث , واعترض في منتصف كلامه " .
* حاول أن تفهم كلّ ما يقوله محدثك , واستفسر عن كلّ ما لم تفهمه دون إفراط وفي الأوقات المناسبة .
* لا تجعل مشاعرك تؤثر في آرائك , ولا تدع عصبيتك تخفض من اهتمامك .
* اصبر على كلام محدثك , واحذر الملل أو إشعاره بذلك .
* أصغ بهدف الفهم والاستيعاب , وليس بهدف المناقضة والرد .
* لا تنشغل بالكتابة , ولكن يمكنك تلخيص أهم نقاط محدثك أو كتابتها باختصار , وهذا أفضل بكثير من أن تقطع حبل أفكار الآخرين , فيضيقوا بك ذرعاً .
* وفر المناخ المناسب والجو الهادئ للاستماع , وتخلّص من مشتتات التفكير .
* لا تصدر أحكاماً مبكرة بينك وبين نفسك , فإن هذا بالطبع سوف يؤثر على إصغاؤك للمتحدث .
*كن منشرح الصدر عند الاستماع , وذلك بتهيئة نفسك للمتحدث , دون التفكير في أمور خارج موضوع الحوار .

الإلقاء المؤثر:
يعد الإلقاء المؤثر من أهم فنون الحوار , فإذا كان المحاور قوي التأثير على الآخرين باستخدامه لطبقات صوته , والتركيز على المعاني الهامة التي يريد إيصالها للآخرين . بعض من المؤثرات :
* التأني بالكلام .
* شدّد على الكلمات المهمة .
* كرّر الفكرة .
* غير طبقات صوتك .
* غير معدل سرعتك في الكلام .
* توقّف قبل وبعد الأفكار المهمة لتوكيدها .
* اخفض من صوتك .

خمس طرق تجعل تعبيراتك مؤثرة :
*اجعل تعبيراتك مرتبطة بالموضوع الذي تحدث عنه .
* كن طبيعياً .
* اجعل من جسمك مرأة صادقة لأحاسيسك .
* اعد نفسك مقدماً .. واظهر دائماً بمظهر الخبير الواثق ... فلا شيء يبهر الناس أكثر من معلوماتك ومعرفتك بمفاهيمهم .
* إن محيط عملك هو المكان الرئيسي للتدريب على الأفضل في الحديث والتعبير ... فلا سبيل إلى تطوير دون الممارسة , وتحين فرصة التدريب لتتعلم الكثير .

كيف تحاور ....؟
الكثير من الناس يعرفون كلمة الحوار وما هو معناها ولكنهم لا يستطيعون تطبيق هذه الكلمة في بيوتهم أو أداء عملهم أو أثناء مشاركتهم بإحدى الجلسات الحوارية , ومن أسباب ذلك عدم نشر ثقافة الحوار في المجتمع . إذا أردت أن تكون محاوراً ناجحاً تجيد الحوار بأساليب جيدة , فعليك إتباع الأساليب التالية :
* الالتزام بالقول الحسن, وتجنب منهج التحدي والإفحام .
* أعد مادتك الحوارية إعداداًجيد .حتى لا تظهر بمظهر غير محبب و لا يكون كلامك لا قيمة له .
* لا تبق على طراز واحد ,فالبعض لا يراعي مستوى من يخاطبهم , ويتعامل مع جميع الناس على أنهك طراز واحد .
* عليك أن تدرك أن الناس تستخدم أساليب مختلفة من ( لغة الحواس ) فمنهم من يستوعب بعينه , أو بإذنه , أو بمشاعره .
* كن رباناً ماهراً.
* عليك بالعقل و المنطق .
* اجعل الافعال دائماً أقوى من الكلمات .استخدم تعبيرات جسمك كثر من صوتك ,لأن تعبيرات الجسم وحركاته هي التي توضح درجة اهتمامك به . وكلما طهرت علامات التردد والخوف على وجهك فأنت في الطريق إلى عدم تمكنك من إقناع الطرف الآخر .
* احمل راية الرفق والحنان . جامل الناس تكسب ود الجميع .
* استخدم الوسائل التعليمية والأساليب الحسّية .
* ابدأ بنقاط الاتفاق . فلا تبدأ حوارك بنقاط الاختلاف ابداً لأنه يوقف الحوار من أوله .

أدبيات الحوار:
* الإخلاص و التجرد من التعصب . * الإصغاء وحسن الاستماع . * الالتزام بالقول الحسن وتجنب منهج التحدي والإفحام . * اللتزام بوقت محدد في الكلام . * تقدير الخصم واحترامه . * التركيز على الفكرة لا على صاحبها . * إنهاء الحوار بأدب ولباقة .
صفات المحاور الجيد :
* الأمانة والصدق .
* قدم التحية لمن تحاوره وبروح مرحة , وعرف بنفسك وبالإدارة التي تعمل بها .
* دع فقرتك الافتتاحية تسترعي انتباه من تحاوره .
* لا ترفع صوتك أكثر مما يحتاج إليه السامع أثناء الحوار .
* لا تتحدث مع زميلك وأنت في حوار مع شخص آخر ,فإن هذا العمل يقلل من قيمة من تحاوره .
* استخدم اسم من تحاوره في أول (10) ثوان ٍ وانتبه إلى لقبة الصحيح والمركز الذي يشغله .
* مازح الشخص الذي تحاوره مهما كان فظاً .
* الاتفاق على أصل يرجع إليه في حالة الاختلاف على مسألة وردت في الحوار .
* اللباقة وهي ( أن تقول أكره الأشياء وأقساها بأرق العبارات وأحلاها ) .
* رباطة الجأش وهدوء البال .
* حضور البديهة .كلما كنت حاضر البديهة كنت محاوراً ناجحاً باستحضار المعلومات , والتحضير مسبقاً , وتوقع الأسئلة .
* قوة الذاكرة . فالمحاور قوي الذاكرة غالباً يكون حواره ونقاشه مترابطاً مع بعضه البعض .
* استخدام نبرة صوت مرحة وهادئة حتى تتمكن من شد انتباه الحاضرين .
* يجب أن لا ينعكس مزجك على صوتك .
* إذا كنت مستعجلاً اعتذر عن بدء الحوار وحدد موعد آخر للحوار .
* لا تستخدم عبارة " يجب عليك القيان بـ ......." .
* أكد في ختام حوارك على الأعمال التي تريد أن تنجز .
* قارن النظام الجديد الذي تريد إقناع مستمعك به بنظام مألوف لديه .
* لا تتناول الأكل أو الشرب أثناء المحادثه , ولا تتحدث مع من تحاوره وفمك مشغول .
* استخدم ( يمكنك ) لتقول (لا) بطريقة لبقة .
* استخدم الكلمات الإقناعية :"جديد ...مجرب...فعّال...الخ " .
* الإلمام بالمشكلات الإنسانية و الأوضاع العالمية .
* الاستشهاد بالقصص وعرضها بأسلوب جذاب ومختصر , وأن تكون لها علاقة بموضوع الحوار .
* الحوار بطريقة السؤال. وهذه الطريقة تساعد لاشراك المحاور في التفكير معك وإبداء وجهة نظره .
* التفريق بين الفكره وصاحبها .
* عدم اتهام نية صاحبه والطعن في مقصده .

المحددات التنظيمية للحوار الفعال :
أولاً : إعداد خطه للحوار الفعال .
إذا اردنا أن يكون الحوار فعال يجب أن :
* تحديد الموضوع .
* تحديد المفاهيم .
* تحيد هدف الحوار .
* تحديد الآليات .
ثانياً : مقومات المناخ الصحي للحوار الفعال .
ومن أهمها :
* ضرورة الإيمان بحرية الفكر .
* ضرورة التخلي عن النرجسية .
* ضرورة مراعاة أساسيات فن الحوار .
* تهيئة المكان المناسب للمتحاورين .
* إصدار جدول زمني يوضح الجلسات الصباحية والمسائية وفترة التوقف لأداء الصلوات وتناول الوجبات الغذائية .
* تزويد المتحاورين بمحاور موضوع اللقاء بفترة كافية قبل بدء الحوار ليتسنى لكل متحاور أن يبحث ويقرأ في تلك الموضوعات .

أنواع الحوارات :
أنواع الحوارات كثيرة أهمها ما ورد في الكتاب والسنة . وإن المتأمل لكتاب الله عز وجل يجد فيه الكثير من الحوارات التي تقوي الإيمان, وكانت هذه الحوارات متنوعة يجعل المستمع لها ينجذب إليها وتدخل إلى وجدانه فيتأثر مما ورد فيها . وكذلم في سنة نبينا محمد - عليه الصلاة والسلام - الكثير من الحوارات التي دارت بينه وبين قومه أو أصحابه هدفت إلى دعوة هذه الأمه للإسلام . وهناك أنواع أخرى من هذه الحوارات نود أن نذكرها وهي كما يلي :
* الحوار بين الشباب والشيوخ , ويطلق عليها " صراع الأجيال " فالشباب يمثلون الحيوية والرغبة في التجديد , بينما الشيوخ يمثلون خبرات الحياة والرغبة في الحفاظ على قيم الشعب وتراثه . والحوار بين الطرفين مجدٍ من حيث السعي لتصحيح مسيرة المجتمع وأهدافه في ضوء الحقائق التي يطرحها كل جيل .
* حوار الاستزادة من المعلومات والثقافة : " حينما نراقب شتى الحوارات الفكرية والسياسية والاجتماعية نجد متحاورين يهدفون إلى زيادة معلوماتهم وإثراء ثقافتهم , وهم يقبلون على الحوار برغبة فكرية ونفسية تنم عن حب الفكر وعشق الحقيقة , والعمل على استمرار التثقيف الذاتي دون توقف وبلا كلل أو ملل " .
* حوار الحقيقة ( البحث عن الحقيقة ) : " هناك من يسعى في حواره لبلوغ الحقيقة أياً كانت , ويبحث ويحاور من أجل الحقيقة , وهذا هو رجل العلم بمفهومه الحقيقي " .
* الحوار المنتج للأفكار : " هو الحوار المفيد الهادف للوصول إلى الحقيقة , أو اكتشاف جوانب جديدة وتقديم أفكار بناءة " .

حاولت في هذا الجزء أن أختصر قدر المستطاع حتى لا تملون من القراءة وحاولت كتابت الموجز المفيد للجميع .
في الجزء الثالث والأخير سوف أضع بين أيديكم اختبار لقدرتك على الحوار وكذلك الإجابات النموذجية . فمن وجد في نفس بعض الأمور مما سبق عليه أن يثّبتها بهذا الأختبار .

~~~~ انتهى ~~~~

abuiyad