قواعد ومبادئ الحوار الفعال :

يعد الحوار اليوم أحد الأدوات الحضارية للمجتمعات المعاصرة . إذ توسعت آساليب الحصول على المعلومات , ولحاجاتنا للتواصل مع الدول المجاورة علينا أن نتفنن في أساليب الحوار وفهم الآخر والتحكم بالعادات وضبط النفس . فيجب علينا ان نحاور أنفسنا أولاً ثم نحاور الآخر ثانياً لكي نصل إلى رؤية إنسانية مشتركة .
اليوم أقراء كتاب قواعد ومبادئ الحوار الفعال . وسأحاول تلخيص هذا الكتاب المفيد وأضعه بين أيديكم على أجزاء . وفي ختام هذا الكتاب سأضع أختبار لقدرتك على الحوار + الأجابات النموذجية . فأرجوا أن أجد التفعال والتشجيع , وأتمنى الفائدة للجميع .

( قواعد ومبادئ الحوار الفعال )

مفهوم الحوار

تعريف الحوار :
الحوار لغة : بمعنى المجاوبة والمجادلة والمراجعة .
اصطلاحاً : هو نوع من الحديث بين شخصين أو فريقين , يتم فيه تداول الكلام بينهما بطريقة متكافئة فلا يستأثر به أحدهما على الآخر , ويغلب عليه الهدوء والبعد عن الخصومة والتعصب .
أهمية الحوار وأهدافه :
تزداد أهمية الحوار في ظل متغيرات العالم العلمية والمعرفية , والذي أوجد فجوة دائمة ومستمرة بين ما يمتلكه الفرد من معلومات ومعارف وبين آخر ما توصل إليه العلماء في هذا المجال . وتعد الندوات واللقاءات والمؤتمرات إحدى وسائل ممارسة الحوار الفعّال الذي يعالج القضايا والمشكلات التي تواجه الإنسان المعاصر .
أهداف الحوار :
* إيجاد حلّ وسط يرضي الأطراف .
* التعرف على وجهات نظر الطرف أو الأطراف الأخرى .
* البحث والتنقيب من أجل الاستقصاء و الاستقراء في تنويع الرؤى والتصورات المتاحة , للوصول إلى نتائج أفضل و أمكن , ولو في حوارات تالية .
* تقريب وجهات النظر بين المتحاورين .
* الخروج بتوصيات مفيدة ترضي جميع المشاركين في الحوار بمختلف أطيافهم .
* الاستماع لوجهات النظر المختلفة .
* القضاء على الخلافات المذهبية في المجتمع عن طريق الحوار .

قوة الحوار و أثره :
الحوار الهادف له تأثيره القوي في تقريب وجهات النظر , والمحاور المتمكن هو الذي يستطيع أن يصل إلى هدفه دون تعثر أو ملل . وكان نبينا محمد عليه الصلاة والسلام مثالاً يحتذى به في تحاوره مع أصحابه حيث كان عليه الصلاة والسلام يطبق مبدأ الحوار في تعامله مع جميع القضايا والملمات التي حدثت أثناء بنائه لأمته الإسلامية .

الاستراتيجيات الذكية للحوار :
كي تكون محاوراً ناجحاً ومتميزاً فيجب عليك الالتزام بالاستراتيجيات الذكية للحوار واستخدام هذه الاستراتيجيات استخداماً مناسباً أثناء الحوار , ومن هذه الاستراتيجيات :

* التعبير عن شعورك بـ ( أنا ) وليس بـ ( أنت ) , في أثناء تعبيرك عن رأيك فإن احتمال استفزاز الطرف الآخر سيصبح أقل لو أنك تحدثت عن نفسك أنت بدلاً عن الحديث عنه هو .

* أعد صياغة (أنا) و (أنت) لتصبح (نحن), فكلمة (نحن) تخلق وضعاً جديداً من التكاتف بين الطرفين بتوجيه اهتمامهما معاً للمصالح والأهداف المشتركة .

* اجعل الطرف الآخر يظن أن الفكرة فكرنه , وبهذه الطريقة يكون تأييد الطرف الآخر للفكرة و أهدافها مضموناً بنسبة كبيرة من خلال خماسه لها وشعوره بأن الفكرة نابعة من داخلة .

*التعامل مع الآخر بشيئ من المرونة والحكمة بحيث يشد تارة ويرخي تارة أخرى , أما إذا أصر كل طرف على رأيه دون تقديم تنازلات فإن هذا يؤدي إلى عدم نجاح الحوار .

* إقفال الحوار و هذا عندما يكون النقاش مع الآخر تضييعاً للوقت وتبديداً للجهد, عند ذلك يفضل إقفال المناقشة بطريقة لبقة وذكية , تُشعر الآخر أنه لم ينسحب عجزاً أو يترك المناقشة هزيمة , ويستطيع المحاور أن يجد أي عذر لإنهاء المناقشة , إما لوجود موعد مسبق وهام لديه , أو أن لديه أعمالاً مهمة تتطلب ذهابخ فوراً .

* كن قدوة حسنة فيما تدعو إليه من أفكار وآراء حتى تكون ذا تأثير على الآخرين . النهاية المؤثرة وذلك عن طريق تلخيص عناصر الموضوع , والدعوة إلى عمل شيء ما مع إحياء المشاعر القلبية , وتقديم الشكر للمستمعين , ومن الروعة أن تترك المستمعين ضاحكين , وذلك بعد اختيار اللحظة المناسبة .

* يحسن للمتحاور أن يلقي نظرة فيما حواه قبل أي حوار , ثم يحدد تلاؤم الحال للحوار , فإن وجده ملائماً استعان بالله وبدأ.

*على المحاور أن يراقب نفسه بنفس الدرجة من اليقظة و الانتباه التي يراقب بها الآخرين , وعليه تقييم نفسه .هل أنا مستمع جيد ؟ وهل صوتي مناسب ؟ وهل أنا ملتزم بما سبق أن هيأته من أفكار؟ وهل آدبت نفسي بأدآب الحوار ؟

* عوّد نفسك على الإبتسامة واجعلها لا تفارق ثغرك أثناءحوارك مع الآخر . وهذا الأدب هو أدب نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - في محادثته مع أصحابه وفي ملاحظته لجلسائه .

* التركيز على الرأي لا على صاحبه . خاصة إذا كان الحوار مشافهة فينبغي عدم التجريح .

فيما سبق جزء من الكتاب الرائع . وحتى لا تملون القرأة سوف أكتب الجزء الثاني في تدوينة أخرى .

ولكم مني كل الشكر والتقدير على القرأة .

abuiyad