$ تمنياتي لك التوفيق $

أعيش في هذه الأيام مشاعر الألم والحزن والضيق على أخي الصغير .

هو أخر العنقود المدلل لكنه رجل بمعنى الكلمة , رضي لوالدية , ومطيع لي ولإخواني , عندما نطلب منه طلب يلبيه ولو كان مكلف , الإبتسامة دائمة على وجهه , عاقل ومحترم جداً , هادئ ومتفائل , مجتهد , لا يحب الإنتقاد , تجده وقت الحاجة , يعرف إنتقاء أصدقائة فهو لا يحب الطيش ........وغيرها من الصفات التي أجدها فيه , دائماً أتمنى أن يكون أبني الحبيب مثله في كثير من الأمور.

الآن أصبح شاب تخرج من الثانوية بمعدل عالي يشرف , كان طموحة قبل التخرج الدراسة خارج المملكة العربية السعودية .

بعد التخرج نصحناه بأن يقدم في كل المجالات والبعثة أيضاً لأنها حلمه , ولكن قدر الله عز وجل له بأن يقبل بالجامعة قسم هندسة , فرحنا له كثيراً وخصوصاً أن العائلة لايوجد بها مهندس وكذلك حتى يدرس وهو قريب من الوالدين. لكن لايزال فكره عالق بالدراسة خارج البلاد , حاولت أن أقنعة بأن يدرس الجامعة في بلاده ثم يأخذ الماجستير خارج البلاد , ولكنه رفض الفكرة تماماً , فسعى له أحد أخواني وقدم له بالجامعة في أمريكا , فتم القبول من الجامعة وتيسرت أمورة في أخراج الفيزا , وحان وقت الرحيل.

حزني ليس عليه بقدر حزني على والداي وخصوصاً والدتي التي تحبه بشكل ملفت فهو القريب لقلبها , ومع هذا دلالها له لم يؤثر عليه ولا على شخصيتة .

قرر ترك الجامعة بعد أن درس فيها مايقارب الشهر والنصف وأن يحزم حقائبة وسوف يغادر يوم الجمعة إلى أمريكا .ليتقدم إلى البعثة من هناك ويدرس لغة وأن يبدأ أول مرحلة له من حياته بعيد عنا .

لا أعرف لماذا لا أريده أن يذهب ؟

هل لأنه لا يزال صغير في نظري ؟

أم لأنه أخر العنقود وحبيبنا جميعاً ؟

أم خوفي عليه من المجهول ؟

أم لأنه دائماً مرتبط بالعائلة وشخصيته ليست إجتماعية فهو خجول نوعاً ما ؟

أم خوفي عليه من أصحاب السوء ؟.............

قدمنا له النصائح الكثير, ولكن مهما نصحنا لا بد له بأن يجرب هذه الحياة وأن يتحملها بحلوها ومرها .

أشياء كثيرة في داخلي ولكني لا أجد شيء أفضل من الدعاء له من القلب بأن يوفقه الله لما يحبه ويرضى وأن ييسر أمره , وأن ينوله مراده , وأن يبعد عنه أصحاب السوء , وأن يحميه ويصونه , وأستودعه الله الذي لا تضيع ودائعة .

أتمنى أن يعود لنا وهو في أتم الصحة والعافية وهو يحمل أعلى الشهادات وأن نفرح فيه بتخرجه وزواجه يارب *_*

abuiyad