*اسطورة ذكرياتي*

قبيل الفجر , جلست مع نفسي أفكر في أشياء كثيرة تشغلني.....

تعبت من التفكير ,أصبت بالأرق , هم , غم , تشتيت مصحوبة بمحاسبة للنفس....

حاولت مخاطبة أفكاري وأمرتها أن تتوقف فأنا أمرأة صامدة متفائلة لا أحب الهم والكدر,أترك كل أموري يسيرها رب العباد

توجهت نحو أفكاري وخاطبتها بلسان حالي

قلت لها أنا أحتاج لان أعود قيلاً لزمن مضى زمن أجد فيه السلوى

زمن أجد نفسي فيه بكل برأة الدنيا بكل صدق وحب هو حال طفولتي

لعب , ومرح , وجري , وضحك , وصحبة بريئه لاتحمل من الهموم أو الأحقاد أو الخبث أو اللؤم

تجولت أنا وأفكاري وكلنا أتفاق في كل ما أحمل من ذكريات رائعة

بدأت بمرحلة المراهقه وجمال وروعة هذه المرحلة, أجد جزء كبير منها للمدرسة والمدرسات وزميلات الدراسة والحفلات المدرسية, توجهت إلى فترة قبل الزواج ومتعة هذه الفترة وغرابتها ولكن أجد نفسي مبعثره , مشتته هذا ليس ما ابحث عنه

لا.لا أنا أبحث عن شيء أخر ,أبحث عن شيء فيه متعة وبرأة وطعامة وجمال وروعة

قلت لذكرياتي عودي أكثر للوراء

فلنبدأ بالطفولة ... سؤال دائم يراودني

هل أطفال اليوم يجدون متعة في طفولتهم كما كنا؟

هل ستكون ذكرى طفولهم لها لذه ؟

نجتمع الأطفال كل يوم بعد صلاة العصر نلعب نحاول في كل يوم ابتكار لعبة أو فكره جديده ونستمتع بها ونستمر نلعبها حتى نمل ثم نجدد في الأفكار ,ونتقبل أفكار بعضنا البعض ونعطي في كل يوم قيادة لأحد منا ونوزع المهام بيننا بالتساوي لا زعل ولا عناد ولا دلع زائد , وعندما نختلف أو نتشاجر لا نلجأ لأحد كبير في حل مشاكلنا نقوم بحلها بيننا بين وبروح رياضيه مميزه

توجهت أنا وأفكاري نحو التلفزيون فهو جزء من سلوتنا أيضاً فلم أجد الا الإبتسامه تسبقني قبل ذكرياتي

نشاهد التلفزيون وبرامج الأطفال كلها روعة وجاذبية وتعليم قيم وآداب وتربي أطفال على الخير

سؤال أخر يحيرني

هل ما يشاهده أطفالنا اليوم مثل ماكنا نشاهد ؟

فلنتذكر برنامج أفتح ياسمسم ,رائعة هايدي , وبشار , وزينة ونحول ,وصاندي بيل ,وحكايات عالمية, وسندباد , وجزيرة الكنز.....وغيرها

حتى الشر فيها معقول ومقبول

ذكرياتي أستعرضت لي حتى ملابسي في الطفولة وجدتها وأستمتعت بمشاهدتها , خصصت في ذاكرتي صندوق صغير ولكنه يحمل الكثير, يحمل صور لصديقاتي الذين عرفتهم منذ أن عرفت الصداقة وطعمها, شريط يلف ويمر بجميع الوجوه لايتوقف يتغير بين الفينة والفينة

أتذكر انني كنت أستمتع بكل صغيره في حياتي وبأقل القليل , طفلة صغيرة تحب الحياة واللعب , تحمل هذه الطفلة في داخلها برأة وحب وصدق وقلب كبير مزينة بصفاء الروح

جميلة هي الحياة ببرأة الطفولة ,وحنان الأم ,وعطف وحب الأب ,وأصدقاء لايتعوضون

عادت بي الأفكار إلى ما أنا عليه اليوم

فحزنت على تلك السنين التي مضت بسرعة وكيف أصبح الناس اليوم

أخبرتني افكاري بأن الواقع لا مفر منه

قالت لي أفكاري: استمدي قوتك من ماضيك الجميل

وأجعلي ذكرياتك جسر تعبرين به الحاضر والمستقبل لأن أساس هذا الجسر كان متين

وأعتبري ذكرياتك دواء عليل تأخذين منه جرعات كثيرة وقت الحاجة

فالحياة تعيشينها مرة واحدة لا مرتين , قدمي الخير وارميه في البحر, عيشي بحب وصدق تكسبين الكثير في المستقبل

حالي هو حال الكثير ,حتى للزمن الجميل رائحة مميزة وطعم مميز لا يستشعره إلا من عاش روعته

شكرت أفكاري لتجولها معي في أسطورة ذكرياتي ولتقديمها النصح والدعم لي

أحمد الله على هذه الذكريات السعيدة وأتمنى من المستقبل أن يكون أسعد وأروع وأجمل

abuiyad