قصة لواقع بعض الزوجات:

هي حائرة , ضائعة , مهمومة , مجروحة, مغدورة , مغلوب على أمرها....

هي مسكينة ,مكسورة, متألمة , مشتتة , مكتئبة.....

كانت طفلة صغيرة كوردة متفتحة , أو كفراشة جميلة , كلها أنوثة وجمال وسعادة وتحمل الكثير من الأحلام والأمال ....

لم تكن تعرف أن حالها سيصبح بهذا الحال , أعتقد أنها لو كانت تعلم لما خاضت هذه التجربة المؤلمة ولتأنت في الإختيار .

لكن هو القدر المكتوب لها , هو النصيب الذي كتب على جبينها.......

ذبلت الوردة أوتكسرت أجنحة الفراشة وأصبحت ألوانها باهتة.........

ذهبت إلى والدها بعد تفكير طويل لتشتكي له حالها , وهي تعرف أنها ستحمله هم أكبر من أي هم ,فهي ابنته الغالية ونور عينيه .

فأخبرته أنها تعبت وملت من هذه الحياة, وأنها تبحث عن حل لحياتها!!!

فرد عليها: **أصبري ابنتي ولك الجنة**

ققررت أن تلجأ إلى والدتها *القلب الحنون * لتشتكي لها الحال , لعلها تجد عندها الحل , مع أنها تعرف في قرارة نفسها أن والدتها *ليس لها حول ولا قوة*.

فتشجعت وتكلمت مع والدتها , فسردت لها مابجعبتها من هموم , ولكن....

لم ترد عليها والدتها إلا **أصبري بنيتي ولك الجنة**

أغلقت الأبواب في وجه أختنا المسكينة .

ولكنها تذكرت أن أخيها إنسان يحب الحق ولا يرضى بالظلم أبداً , وقبل هذا كله هي أخته الغالية التي كانت تلعب معه , وتشاركه السعادة , وكم من المواقف الجميلة بينهما والذكريات السعيدة.

فذهبت إليه وأخبرته أنها متعبة وملت من هذه الحياة ولن تستطيع تحمل الظلم الواقع عليها .

فثار أخوها عندما سمع كلامها وحزن على حالها , ثم تعوذ من الشيطان , وأخذ ينصحها و يدعوا لها ......

ثم قال : **أختي الحبيبة أصبري ولك الجنة**

حكت مشاكلها لصديقتها , ولكن صديقتها أخذت تعطيها بعض الأفكار والنصائح والحيل.. لعل حياتها تتغير للأفضل , ولكن جميعها فشلت.

فإستسلمت صديقتها وقالت :هذه هي حياتك أختي , الله كتبها لك **فأصبري ولك الجنة**

لم يبقى لها أحد إلا ولجأت إليه .

ولكن تذكرت .. لعلها تجد الحل عند الطرف المحايد , وهو شخص يتقي الله ويخافه , فتكلمت مع أحد المشايخ فشكت وشكت ثم بكت ..

فلم يقول لها إلا **أصبري ابنتي ولك الجنة**

لم يبقى إلا باب واحد تلجأ إليه لعل الحال يتغير إلى الأفضل , فلم تترك فرض إلا ودعت الله فيه وهي موقنة بالإجابه عاجلا غير أجلا.

******************************************

بعد هذه المقدمة الطويلة أحب أن أقول , أن الحياة الزوجية ليست ذل ومهانة وتسلط وعنفوان وجبروت ...

والمرأة مسكينة عليها أن تصبر وتتحمل هذا الزوج بكل قسوتة وإهانته لها وتجريح لكرامتها ....

قال تعالى :{ومن اياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا اليها وجعل بينكم موده ورحمة إن في ذلك لأيات لقوم يتفكرون} سورة الروم ,صدق الله العظيم.

فالحياة الزوجية أختي ليست عذاب في عذاب ولكن هي العشرة الحسنة (المودة الرحمة), فليس المعنى أن تصبري على سوء خلق ذلك الزوج المتسلط , وتتحملي إهانته لك , أو تقولي من أجل الأولاد سوف أتحمل وأصبر .

أنا ضد مقولة اصبري ولك الجنة في حالة أن الرجل عاصي لله في أي شيء, أو أنه يهين بالكلام أو باليد , فأنا لا أحبذ فكرة أن تصبر المرأة وتتحمل هذا الرجل لأن الحياة مليئة برجال يخافون الله أولاً وآخراً .

فصبرها في هذه الحالة لن يغير منه شيء بل سيزيده قسوة وجبروت في نظري وستنتج أولاد مهزوزين (مرضى نفسياً).

فلماذا تجنين على نفسك وعلى أولادك ؟؟!!

تذكري دائماً أن الجنة لها أبواب كثيرة , وليس الصبر على ذلك الأذى هو الطريق إلى الجنة فالله لا يرضى بذلك .

هذا هو حال بعض الزوجات المغلوب على أمرهن أعانهن الله على حياتهن وعوضهن الله بالجنة فلن يضيع شيء عند رب العباد .

( لا تقولي يارب لي هم كبير , ولكن قولي ياهم لي رب كبير).

abuiyad